کد مطلب:241030 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:120

من غاب عن أمر فرصی به کمن شهده و أتاه
قال الصدوق حدثنا أحمد بن زیاد بن جعفر الهمدانی رحمه الله، قال: حدثنا علی بن إبراهیم بن هاشم عن أبیه عن عبدالسلام بن صالح الهروی عن الرضا علیه السلام قال: «قلت له: لأی علة أغرق الله عزوجل الدنیا كلها فی زمن نوح علیه السلام و فیهم الأطفال و من لاذنب له؟! فقال: ما كان فیهم الأطفال؛ لأن الله عزوجل أعقم أصلاب قوم نوح و أرحام نسائهم أربعین عاما فانقطع نسلهم فغرقوا و لا طفل فیهم، و ما كان الله عزوجل لیهلك بعذابه من لاذنب له، و أما الباقون من قوم نوح علیه السلام فأغرقوا لتكذیبهم لنبی الله نوح علیه السلام و سائرهم أغرقوا برضاهم بتكذیب المكذبین؛ و من غاب عن أمر فرضی به كم شهده و أتاه» [1] .

أی فرق بین عامل الشی ء و الراضی به، و المعین له و الدال علیه و المفتخر به؟ و من ثم إذا قام القائم عجل الله فرجه قتل ذراری بنی أمیة لأنهم رضوا بما فعل آباؤهم من قتل سید الشهداء أبی عبدالله الحسین علیه السلام و أصحابه و أسرأهل بیته و افتخروا به كما قاله الرضا علیه السلام فی حدیث آخر [2] كما قال فیه «و لو أن رجلا قتل بالمشرق فرضی بقتله رجل فی المغرب لكان الراضی عند الله عزوجل شریك القائل و إنما یقتلهم القائم -علیه السلام - إذا خرج لرضاهم بفعل آبائهم قال: فقلت له: بأی شی ء یبدأ القائم - علیه السلام - منكم إذا قام؟ قال: یبدأ ببنی شیبة فیقطع أیدیهم؛ لأنهم سراق بیت الله عزوجل» [3] .

قوله علیه السلام: «من غاب عن أمر فرضی به كمن شهده و أتاه» یماثله المثل الرضوی الآخر: «من رضی شیئا كان كمن أتاه» [4] .



[ صفحه 449]



و یشهد له العلوی: «العامل بالظلم و الراضی به و المعین علیه شركاء ثلاثة» [5] .

و الآخر: «الراضی بفعل قوم كالداخل معهم فیه، و علی كل داخل فی باطل إثمان: أثم العمل به و إثم الرضا به» [6] .

و الآخر: «أدنی الإنكار أن تلقی أهل المعاصی بوجوه مكفهرة». [7] و قد ذكرنا النبوی: «من شهد أمرا فكرهه كان كمن غاب عنه، و من غاب عن أمر فرضیه كان كمن شهده» [8] و قلنا: فی الحدیث قیاسان: الشاهد لشی ء الكاره له هو الغائب عنه الراضی به سواء فی المثوبة و العقوبة [9] .

و الصادقی: «لو أن أهل السموات و الأرض لم یحبوا أن یكونوا شهدوا مع رسول الله - صلی الله علیه و آله - لكانوا من أهل النار» [10] .



[ صفحه 450]




[1] كتاب التوحيد 392، الوسائل 410:11، باب 5 وجوب إنكار المنكر بالقلب علي كل حال و تحريم الرضا به... من أبواب الأمر و النهي.

[2] عيون الأخبار 213 - 212/1، العلل 229:1، الوسائل 410 - 409/11.

[3] المصدر.

[4] المصدر. و انظر حرف الميم مع النون.

[5] الوسائل 410:11.

[6] الوسائل 411:11.

[7] الوسائل 413:11.

[8] الوسائل 409:11، الأمثال النبوية 278:2 رقم المثل 573، حرف الميم مع النون.

[9] الأمثال النبوية 278:2.

[10] الوسائل 411:11. و فيه ما يمس الموضوع.